عيد الميلاد المجيد 25 ديسمبر أم 7 يناير (شرح تفصيلي)



* التقويم المصري/ الفرعوني/ القبطي.. هو أقدم تقويم لا يزال يستخدم في الكنيسة المصرية، كما ينطبق تماما على المواسم الزراعية في مصر.. يمتد جذور هذا التقويم الى عام 4241 ق.م. وقد اخترعه العلامة الفرعوني توت، لذلك سُمى الشهر الأول من شهور هذا التقويم باسمه وهو شهر توت.. يحتوي هذا التقويم على 13 شهرا - 12 شهر كل منها 30 يوما - والشهر الـ 13 هو شهر صغير يُسمى النسيء عدد أيامه 5 في السنوات البسيطة و6 أيام في السنوات الكبيسة.. كان تقويم توت يبدأ مع فيضان النيل ووصوله الى منف تزامنا مع الشروق الاحتراقي لنجم الشعرى اليمانية وهو ألمع نجم في السماء (حيث يشرق الشعرى اليمانية قبل شروق الشمس بعدة دقائق ثم يختفي من شدة ضوء الشمس فيما يعرف بالشروق الاحتراقي).

* التقويم الروماني.. استخدمه الرومان منذ نشأه مدينة روما عام 750 ق.م. وحتى عام 45 ق.م. عندما تم استبداله بالتقويم اليولياني. كان التقويم الروماني يبدأ في 25 مارس وينتهي بنهاية فبراير (الشهر الأخير في هذا التقويم).
* التقويم اليولياني.. بدأ عام 45 ق.م. حيث دعى يوليوس قيصر العالم الفلكي المصري سوسيجينس لضبط التقويم الروماني وجعله مثل التقويم المصري تماما في دقته. أصطلح التقويم اليولياني سنة كبيسة كل أربع سنوات يُضاف فيها يوما زائدا الى شهر فبراير، كما هو معمول به في التقويم القبطي، وهو إضافة يوما زائدا في شهر النسيء كل أربعة سنوات أيضا. وكان هذا على أساس ان طول السنة 365.25 يوما (365 يوما – 6 ساعات) وهذه الـ 6 ساعات تصنع يوما كاملا كل 4 سنوات. كما قام يوليوس قيصر بتغيير نظام الأشهر ليبدأ العام في 1 يناير بدلا من 25 مارس.
* تم تعديل التقويم المصري/ الفرعوني/ القبطي الى التقويم الحالي (تقويم الشهداء) حيث بدأت السنة الأولى منه في عيد النيروز 1 توت الموافق 29 أغسطس عام 284 في التقويم اليولياني، وهو العام الذي تولى فيه الإمبراطور الطاغية دقلديانوس حكم البلاد وأمر بقتل ما يقرب من مليون مسيحي في مصر في ذلك الوقت، ولهذا سُمى بتقويم الشهداء او التقويم القبطي المتعارف عليه الى هذا اليوم.
* السنة المدارية.. هو الزمن الأدق التي تدور فيه الأرض دورة كاملة واحدة في مدارها حول الشمس ... متوسط السنة المدارية هو 365.2422 يوما، وهي تساوي 365 يوما - 5 ساعات - 48 دقيقة - 46 ثانية. أي أقل 11 دقيقة – 14 ثانية من التقويم القبطي واليولياني، وهذا الفارق يصنع يوما كاملا كل 128 سنة... كان لابد من تعديل التقويم اليولياني وتطبيق التقويم المداري ليتزامن مع الأحداث الفلكية الثابتة مثل الاعتدالين الربيعي والخريفي والانقلابين الصيفي والشتوي.
* التقويم الجريجوري.. ظل العالم الغربي في استعمال التقويم اليولياني المتوافق تماما مع التقويم المصري فكان عيد الميلاد المجيد يوم 29 كيهك موافق لـ 25 ديسمبر منذ مجمع نيقية عام 325 وحتى عام 1582 عندما جاء بابا روما (غريغوريوس الثالث عشر) فلاحظ ان الاعتدال الربيعي بعد أن كان يقع في 21 مارس الموافق 25 برمهات أصبح يأتي فعليا في 11 مارس ! ومعنى هذا ان الأرض تحركت في مدارها 10 أيام زائدة ... وعليه صاغ البابا التقويم الجريجوري الجديد الذي يعتمد على السنة المدارية (365.2422 يوما) وهي أدق كثيرا من السنة اليوليانية والمصرية (365.25 يوما) ...
ولكي ترجع الأرض الى مكانها الصحيح في المدار وقت الاعتدال الربيعي لابد ان تحل 21 مارس محل 11 مارس، أي لابد من استقطاع هذه الـ 10 أيام من التقويم اليولياني، فقام البابا غريغوريوس بعمل ذلك وسُمى هذا التقويم بالتقويم الجريجوري، وهو فعل صحيح جدا كان لابد منه. وقد أصبح الفرق الآن بين التقويمين 13 يوما كاملين ...

* التغيير من التقويم اليولياني إلى التقويم الجريجوري
لم يتقبل العالم هذا التغيير في بادئ الأمر بسهولة حيث أستغرق تطبيقه في دول العالم أكثر من 350 عاما. فقد استمرت بريطانيا العظمى وأمريكا الشمالية في استخدام 25 مارس كبداية للعام حتى عام 1752 ثم بدأت في استخدام التقويم الجريجوري الجديد. أما في مصر فقد تم تطبيق التقويم الجريجوري رسميا في عهد الخديوي إسماعيل عام 1875. وكانت تركيا آخر دولة تحولت رسميا إلى النظام الجديد في عام 1927.

اذا كنا نريد تعديل التقويم القبطي فسيتوجب علينا استقطاع الـ 13 يوما الزائدة لكي نرجع الى ما كنا عليه أيام مجمع نيقية وحتى عام 1582، حينئذ سيتزامن مع الأحداث الفلكية الهامة على النحو التالي:
- بداية العام القبطي 1 توت سيوافق 29 أغسطس (11 سبتمبر الان) – الاعتدال الربيعي في 21 مارس سيوافق 25 برمهات (12 برمهات الان) – الانقلاب الصيفي في 21 يونيو سيوافق 27 بؤونه (14 بؤونه الان) – الاعتدال الخريفي في 23 سبتمبر سيوافق 25 توت (12 توت الان) – الانقلاب الشتوي في 23 ديسمبر سيوافق 26 كيهك (13 كيهك الان)...
علما بان تعديل التقويم هو امر فلكي بحت يتعلق بحساب طول السنة الشمسية ليس إلا ...
كل عام وحضراتكم بخير ...
عام جديد 2020 وعيد سعيد ...

Comments

Popular posts from this blog

الأحداث والظواهر الفلكية لشهر يونيو 2023

الظواهر والأحداث الفلكية لشهر يونيو 2024

الظواهر والأحداث الفلكية لشهر ديسمبر 2024