تأملات فلكية في زمن "كورونا" - 2

لو يعلم الانسان حجمه الحقيقي !!
نحن نعيش على الكرة الارضية التي تدور حول نفسها بسرعة 450 متر في الثانية .. والكرة الارضية هذه تدور في مدارها حول الشمس بسرعة 30 كيلومتر في الثانية .. والشمس ما هي إلا نجم صغير في المجرة (مجرة درب التبانة) تدور في مدارها حول مركز هذه المجرة بسرعة 230 كيلومتر في الثانية ، وتتم دورة واحدة حول المجرة في 250 مليون سنة .. يوجد بمجرتنا هذه 200 مليار نجم ، منها نجوم عملاقة يقدر حجمها بمئات وألوف المرات مثل حجم الشمس ، ومنها نجوم متوسطة ونجوم صغيرة .. معظم هذه النجوم لها كواكب تدور حولها شبيهة بكواكب المجموعة الشمسية وكذلك اقمار تدور حول تلك الكواكب مثل قمر الارض .. لذلك فهناك مليارات الكواكب ومليارات الاقمار موجودة بطبيعة الحال في المجرة .. ليست مجرتنا هي الوحيدة في الكون ، فالكون مليئ بملايين المجرات ، وهي تدور في مدارات حول مركز الكون وبسرعات لا يعلم مداها إلا الله .. أقرب مجرة لنا هي مجرة أندروميدا ، وهي تبعد عنا 2.5 مليون سنة ضوئية !

إن الإنسان ضئيل جدا في الارض ولا يمكن ان تراه بعينك المجردة اذا كنت في طائرة ، والأرض كذلك ضئيلة جدا بالنسبة للشمس ولا يمكن ملاحظة وجودها من خارج المجموعة الشمسية ، وهكذا الشمس بالنسبة لنجوم المجرة فهي ضئيلة جدا كحبة رمل في صحراء لا يمكن الاستدلال عليها من خارج المجرة ! .. ولو فُرض للإنسان ان أخذ مكانا بين النجوم لينظر الكون من هناك فلا نستطيع وصف ما سيراه .. ان رائد الفضاء نيل أرمسترونج (أول أنسان هبط على القمر) والمعروف بصلابته وكونه غير عاطفيا على الاطلاق قد بكى وهو على القمر عندما رأى كوكب الارض من هناك (مجرد كرة زرقاء معلقة في الفضاء) ! متأثرا من هيبة المنظر ومتعجبا متسائلا في نفسه عما يدور في هذا الكوكب من صراعات ونزاعات وملاهي تُبعد الانسان عن المضمون الحقيقي للحياة ! خلاصة القول ان الانسان ضئيل جدا في الارض ، وبالرغم من ذلك تجده ظالما مغرورا متكبرا متناسيا خالقه .. وها هو الان يقف عاجزا لا يستطيع إيقاف فيروس لا يراه بعينه المجردة .. فليرحمنا الله !