الإقتران العظيم يُحي ذكرى نجم عيد الميلاد المجيد 2020
الإقتران العظيم يُحي ذكرى نجم عيد الميلاد المجيد 2020 ...
يترقب العالم بشغف شديد حدوث الاقتران العظيم بين العملاقين المشتري وزحل الذي يبلغ ذروته في 21 ديسمبر الجاري .. وحيث انهما عمالقة الكواكب الغازية في المجموعة الشمسية لذا سيضيئ اقترانهما السماء الذي سيفوق ألمع النجوم في تلك الليلة .. وتشاء الصدف ان يكون هذا اليوم ايضا هو الإنقلاب الشتوي لهذا العام (أطول ليل وأقصر نهار في السنة) ، ولعل هذا يذكرنا جيدا بنجم عيد الميلاد او نجم المجوس الذي ارشدهم الى مولود بيت لحم منذ أكثر من ألفي عام .. ومما لاشك فيه ان إضاءة هذين العملاقين عند اقترابهما الى مسافة 0.1 درجة فقط (أي 6 دقائق قوسية) سوف يبهر الجميع وهو حدث فلكي نادر لم يسبق رؤيته منذ 800 عام تقريبا .. كان الاقتران الأخير لهذين الكوكبين قبل عشرون عاما وبالتحديد في عام 2000 ، ولكن لم تكن رؤيته ممكنة بالقدر الكافي حيث كانا قريبان جدا من شروق الشمس ، أما الإقتران العظيم الذي قبله فكان في عام 1226 ، ولن يتكرر هذا المشهد مجددا بهذه الصورة إلا في عام 2080 !
الاقتران كما شرحناه من قبل هو اقتراب جرم سماوي من جرم سماوي اخر عندما يتم مشاهدتهما من الأرض وهو اقتراب زاوي ظاهري غير حقيقي ، أما المسافة الحقيقة بين الجرمين فهي كبيرة جدا تقدر بمئات الملايين او المليارات من الكيلو مترات .. ومع ذلك فإن الاقترانات شائعة جدا وتحدث طوال العام ، فمثلا يظهر القمر بجانب عدد من الكواكب او النجوم اللامعة او يقترن كوكبان أو أكثر بشكل متكرر .. ومع ذلك فإن إقتران اثنين من الكواكب العملاقة الساطعة مثل المشتري وزحل أمر نادر جدا .. ولن يحتاج المتابعون إلى مناظير أو تلسكوبات لرؤية الاقتران العظيم ! ولكن إذا تم مشاهدته من خلال التلسكوب فسنتمكن من مشاهدة أقمار المشتري الأربعة الكبيرة (أوروبا - آيو - كاليستو - جانيميد) ..
ونصيحتي لهواة الفلك والمهتمين ان يبدأوا في متابعة الاقتراب التدريجي للكوكبين الكبيرين هذه الايام عندما ينظروا باتجاة الجنوب الغربي بعد غروب الشمس مباشرة وحتى السادسة والنصف مساءا تقريبا بتوقيت القاهرة .. سيكون هذا المشهد لافتا للنظر بدأ من يوم 17 ديسمبر حيث يكون زحل على يسار المشتري وحتى اقترانهما التام في 21 ديسمبر حيث يتبادلا أماكنهما في السماء فيكون المشتري على يسار زحل .. ثم متابعة ابتعادهما التدريجي عن بعضهما البعض والذي سيكون ملحوظا بدأ من يوم 25 ديسمبر وحتى نهاية العام الى ان يبدو انفصالهما واضح للعيان ..
ومما هو جدير بالذكر انه سيكثر كلام المنجمون حول هذا الحدث وما سيتبعه من توقعات كنوع من العلامات او ما شابهة ، وهنا لا ينبغي الإنصات لهم على الاطلاق فالتنجيم ما هو إلا حرفة تعتمد على مفاهيم ظنية لاستنباط المجهول ، وهو امر مكروه في الدين ومرفوض من المجتمع ، فلا تجعل أمرا ما يعكر صفوك او يفوت عليك الاستمتاع بالجمال المذهل لهذا الاقتران !
وليكن هذا الاقتران العظيم الذي يأتي مع احتفال العالم كله بميلاد السيد المسيح الذي آتى نورا الى العالم مع ظهور علامة مجيئه نورا عجيبا في السماء فكان نجم الميلاد الذي رآه وتعجب له جميع البشر حينذاك .. ولايزال العالم يزين شجرة عيد الميلاد كل عام ويضع فوقها نجم الميلاد ، وها هو النجم يأتي إلينا في نهاية هذا العام ، فيالها من صدفة جميلة وعجيبة تستحق المشاهدة .
وكل عام وانتم بخير ...
Comments
Post a Comment