س/ ما فائدة وجود الكثير من الاجرام السماوية في هذا الكون ، أليس الأرض وحدها بتكفى ؟

ج/ بصرف النظر إذا كان هناك مخلوقات بشرية أخرى في الكون أم لا .. لابد أن تعلم أن عِظم واتساع الكون يفوق قدرة تخيل البشر على استيعاب الأمر .. يكفي أن تعلم أن أعداد النجوم الموجودة في الكون تفوق بمراحل أعداد حبات الرمال الموجودة في صحاري الأرض كلها والموجودة على شواطئ البحار والمحيطات جميعا !!

* كل الأشياء محدودة على الأرض حتى البحار التي تبدوا لنا بلا نهاية هي في الحقيقة محدودة بشواطئ ! أما الفضاء فهو غير محدود ، والكون بالنسبة لنا لا نهاية له .. حقا أن قدرة الخالق تبدوا عظيمة جدا في جميع مخلوقاته على الأرض ، إلا أنها تتجلى وتتعظم جدا في روعة لا مثيل لها في الفلك والفضاء ..

* عندما رأى الإنسان الكواكب بتلسكوب جاليلو البسيط لأول مرة أنبهر بأقمار المشتري وزُهل بحلقات زُحل .. وكلما تطورت التلسكوبات الفلكية والمناظير الفضائية كلما رأينا أشياء تدهشنا لم نكن نتصور أنها موجودة ، كما تتضح لنا مفاهيم جديدة للفيزياء لتفسير نواميس هذا الكون الكبير ..

* إن الإنسان ضئيل جدا في الأرض لا يمكن أن تراه بعينك المجردة إذا نظرت إليه من طائرة ، والأرض كذلك ضئيلة جدا بالنسبة للشمس لا يمكن ملاحظتها من خارج المجموعة الشمسية ، وكذلك الشمس أيضا بالنسبة للنجوم لا يمكن الاستدلال عليها من خارج المجرة ! ولو فُرض للإنسان أن أتخذ مكانا متوسطا بين النجوم لينظر الكون من هناك فلا أتصور أنه يستطيع أن يصف ما سوف يراه ..

* كان رائد الفضاء نيل أرمسترونج معروفا بصلابته وكونه غير عاطفيا على الإطلاق ، إلا أنه بكى متأثرا وهو على سطح القمر عندما رأى الأرض من هناك (مجرد كرة زرقاء مُعلقة في الفضاء) ! وتسائل متعجبا في نفسه عن ما يدور على هذا الكوكب الصغير من صراعات وحروب وكراهيه تبعد الإنسان عن المضمون الحقيقي للحياة ! خلاصة القول ان الإنسان ضئيل جدا في الأرض ، وبالرغم من ذلك تجده ظالما مغرورا متغطرسا .. فماذا تقول أيضا إذا علمت أن كل ما نراه في هذا الكون المرئي لا يتعدى سوى 5% فقط من حجم الكون الحقيقي ؟!